بسم الله الرحمان الرحيم
والحمد لله والصلاة والسلام على مولانا رسول الله وآله وصحبه؛
وبعد؛
الحضور الكريم،
تتعدد اللقاءات والمناسبات التي تلتئم فيها الأسرة القضائية بكل مكوناتها لتتقاسم مشاعر الاعتزاز بالانتماء لهذا البيت الكبير بقيمه ورسالته، القوي بتلاحمه وانسجامه، لكن اجتماعنا اليوم يحمل خصوصية كبرى أضفتها عليه رمزية الحدث وعمق معانيه وقوة دلالاته.
اليوم نحتفي بالرضى الملكي والعناية المولوية السامية بأسرة القضاء التي تفخر وتعتز برئاسة جلالته لمجلسها الأعلى للسلطة القضائية وضمانه لاستقلالها وكرامتها وعزتها.
اليوم نشهد جميعا على مكرمة ملكية متأصلة وتقليد مولوي راسخ نعتبره رسالة ثقة وحرص سامي من جلالته لتتبوأ هذه الأسرة المكانة الاعتبارية اللائقة بها.
فالله نسأل أن يحفظ ملكنا الهمام ويسدد خطاه ويعينه على ما يحبه ويرضاه إنه ولي ذلك والقادر عليه.
السيدات والسادة المنعم عليهم؛
إنكم تعيشون لحظة تاريخية متميزة في مساراتكم المهنية والشخصية وأنتم تتوشحون بوسام ملكي سينير صدوركم ويرفع هامتكم عاليا ويملأ قلوبكم فخرا وعزة.
وسام يعتبر شهادة تقدير لسنوات طوال من البذل والعطاء ونكران ذات من أجل مصلحة الوطن، ومن أجل قيمه الكبرى وثوابته الرسخة.
وسام سامي ، منكم من سيناله لأول مرة ومنكم من سيترقى في مراتبه، لكن تأكدوا أنها نفس المشاعر والدلالات، ونفس الواجبات والالتزامات.
اليوم وبعد اختيار النظر المولوي السديد استحقاقكم هذه الأوسمة الملكية، فإنكم ستنطلقون نحو مرحلة جديدة تطالبكم بمزيد من الجدية والتمسك بالأخلاقيات المهنية، والحفاظ على مقام النموذج والوطنية الصادقة.
الوسام الملكي تشريف وتكريم وأمانة ومسؤولية، وأنتم مطلبون اليوم بتجسيد المثال والقدوة وتكريس كل دلالاته ورمزيته سواء في حياتكم المهنية أو الشخصية.
الحضور الكريم ؛
10 قاضيات و6 موظفات؛ و هو عدد الموسمات هذه السنة اللواتي نلن هذه الدرجة الرفيعة والمكانة المتميزة التي تكرس مكانة المرأة المغربية وتألقها .
نماذج متميزة للمرأة القاضية والموظفة بكل جديتها ومهنيتها، استطعن بكل جدارة وعبر امتداد سنوات من البذل والعطاء استحقاق موقعها وسط أسرة القضاء كعضو أساس لا محيد عنه في تحقيق العدالة والإنصاف.
إنعام مولوي يعبر عن قناعة ملكية راسخة بدور المرأة ومكانتها، عبر عنها جلالته في العديد من المناسبات والخطب ومنها رسالته السامية إلى المشاركين في أشغال القمة العالمية الثانية لمبادرة "نساء في أفريقيا" التي جاء فيها : " إذ لا يمكن لأي بلد، أو أي اقتصاد، أو مقاولة، أو أي مجتمع، أن يرفع تحديات العصر، أو يمارس استثمار كل الطاقات التي يزخر بها، بمعزل عن دور المرأة ".
أخواتي القاضيات والموظفات الفضليات وسام جلالة الملك الذي ستتشرفن بتسلمه اليوم هو لبنة جديدة في مسار نساء المغرب تجعل منكن نماذج مشرفة وقدوات للأجيال القادمة من بناتنا وأخواتنا ممن يتلمسن الخطوات الأولى في مدارج الترقي والريادة ومشكاة نور لكل ملتمسة لقيم الحق وأداء الواجب فهنيئا لكن جميعا على ما بلغتم من مكانة سامية ودرجة رفيعة.
الحضور الكريم؛
إننا من خلال هذا الحفل الرمزي بقاعة المرحوم الدكتور عبد المجيد اغميجة نكرس كما كنا دائما قيم الأسرة القضائية الموحدة بكل أجيالها ومهامها ومسؤوليتها بركيزتيها القضاة وموظفي كتابة الضبط.
قيم حرص عليها جيل من المؤسسين الرواد ولن ندخر جهدا كسلطة قضائية لصونها والذوذ عنها من أجل حماية حقوق الأجيال القادمة مستهدفين من كل هذا أداء الرسالة المنوطة بنا، ولنكون في مستوى ثقة القاضي الأول رئيس المجلس الأعلى للسلطة القضائية جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
السيدات والسادة الموسمين؛
اسمحوا لي أن أجدد لكم جميعاكل عبارات التهنئة الصادقة والاعتزاز الكبير بهذه المكرمة الملكية التي نلتم، ودعائي للعلي القدير أن يمدكم بمزيد من التوفيق والنجاح، والتألق والسداد إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. والسلام
زنقة الرياض، قطاع 16 حي الرياض، ص.ب 1789 الرباط
sg@cspj.ma