تغيير نمط العرض
مفضلاتي
20 دجنبر, 2018
كلمة الرئيس الأول لمحكمة النقض الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية بمناسبة حفل تنصيب المسؤولين الجدد بمحكمة النقض

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين

الحضور الكريم،

اسمحوا لي أن أعبر لكم عما يغمرني من مشاعر الرضى والتقدير ونحن نكرس تقليدا قضائيا متميزا ، ذي دلالات متعددة ، بقضاء ذي رمزية كبرى شهد العديد من اللقاءات والأحداث والمناسبات الكبرى التي تجسد المكانة اللائقة الواجبة للاسرة القضائية ولكل القيم التي تعبر عنها.

تقليد نحتفي فيه برسالة الثقة المولوية السامية من خلال إنعام جلالته بالموافقة على تعيين ثلة من قاضيات وقضاة المملكة مسؤولين على رأس مؤسسات قضائية بمختلف ربوع المملكة السعيدة.

مكرمة ملكية نرفع بها هامتنا عاليا وعناية تُحفرنا لبذل المزيد من الجُهد والعطاء مُبتهلين للعلي القدير أن يحفظ جلالته ويُسدد خُطاه ويُعينه على ما يُريده ويرضاه إنه وليُ ذلك والقادر عليه.

السيدات والسادة الأفاضل؛

اليوم ونحن نتقاسم مشاعر الفخر والاعتزاز بثاني فوج من المسؤولين القضائيين يُعين في عهد المجلس الأعلى للسلطة القضائية، فإننا نعتبره أيضا مناسبة للاحتفاء بقيمِِ حقيقيةِِ سعينا إلى تكريسها بكل مواطنة ومسؤولية.

نحتفل بمبادئ الحكامة والشفافية والكفاءة والجدية التي حرصنا جميعا على الانضباط لها والاحتكام إليها ونحن نُعلن عن المناصب الشاغرة ونتلقى الطلبات بشأنها، ونُجري اللقاءات المطولة مع المرشحين لها، ونُمحِص ُ بموضوعية ملفاتهم وتصوراتهم ومشاريعهم، لننتقي في الأخير هذه الثلة من القضاة الذين يُعَدُون من الجيل الجديد الذي يستحق منا الكثير من الدعم والتشجيع.

اليوم نحتفي أيضا بقيم الأسرة القضائية الموحدة المتلاحمة من خلال تنظيم هذا الحدث بحضور شخصيات وازنة في لفتة تُعَبِر عن تقديرٍ للجهود المبذولة وتُؤَكِدُ على عَزم الجميع وإرادته الصادقة من أجل مُواكبةِ مسيرةِ هذا الجيل َ الجديد والمساهمة في تأطير عملِه ومُساعدته لتَجاوُزِ كل ما قد يعترضه من صعوبات وعقبات .فلكم جميعا أصدق عبارات الشكر والترحيب.

السيدات والسادة المسؤولين القضائيون الجدد ؛

بحكم ما ركمناه من تجارب على امتداد سنوات طوال من العمل الدؤوب بمحراب العدالة ببلادنا، فإني أدرك تماما ما تستشعرونه من تهيب وإحساس كبير بثقل الأمانة وبحجم الانتظارات التي يتطلع إليها الجميع منكم.

تطلعات تزداد إلحاحية، بالنظر إلى خُصوصية مواقعكم كمسؤولين جُدد بدوائر قضائية ينتظرُ ساكنتها وسلطاتها ومختلف فعاليتها المدنية والحقوقية والسياسية، الكثير منكم كمُمثلين للسلطة القضائيةبروحها الجديدة وأبعادها المختلفة الدستورية والقانونية والإدارية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها.

اليوم سيكون لكُم فَضلُ التأسيس، وكل الآمال معقودة عليكم لتكونوا المسؤول القضائي الذي يستحِقُه المغرب الجديد، مغرب مميز، مغرب الاصلاح والأوراش التنموية الكبرى.

المسؤول الذي لديه القُدرة على التواصل والمُواكبة والإِشراف والتتبع لكل التفاصيل والجزئيات بدائرته دون أي تهاون أو إهمال.

المسؤول الذي يتجاوب مع المستجدات بكل ايجابية ويبادر إلى حل المشاكل بنجاعةٍ وإبداعٍِ في ابتكار المقاربات ويحرصُ على فعالية النتائج.

المسؤول المؤمن بأن مفتاح النجاح هو فريق عملٍ موحدٍ رئاسة ونيابة عامة، قضاة وكتاب ضبط ومهنيِ عدالة.

المسؤول الذي يفتح أبوابه للحوار ويحصن عمله بالشفافية والقِيَم والمُمارسات الفُضلى.

المسؤول الذي يحمل تصورا وأهدافا ورسالة، المسؤول عن الإدارة الحازم، والقاضي المحنك، والخبير في الشؤون الاقتصادية والاجتماعية، المُنفتح على المجتمع الحقوقي والمدني، والفقيه المُنتظر.

إذن لا مجال اليوم إلا للعمل الجاد والتضحية ونُكران الذات، فالمسؤولية لم تكن يوما امتيازا، لكن عند أداء حقها وواجبها تكون وِساماً، فوق صدوركم وسترفعكم إلى مقام المقسطين الذين نالوا محبة الله بقوله عز وجل "وإنحكمت فاحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين". وقول الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم {إن المقسطين بين الناس عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين، الذين يعدلون في حُكمِهم وأهلهم وما وُلُوا}.

زميلاتي زملائي الأفاضل،

المستقبل ستكتبونه اليوم، والغد لا بد من الاستعداد له، بإيجاد أجوبة لاسئلته الحارقة وتحدياته الكبرى ومواضيعه الشائكة.

محاكمنا يجب أن تكون فضاءات لانتاج عدالة عصرية مؤهلة قوية وناجعة.

محاكم تساهم في الوقاية من النزاعات، والحد منها، وفضها بكل الآليات المتاحة دون تراخي أو تسويف أو بحث عن حُجج وأعذار.

محاكم تتجهُ نحو التحديث، والرقمنة، واستخدام أدوات الحكامة الجيدة، في التدبير والإدارة بمخطط مُحكم وسرعة مدروسة.

اليوم أنتم أيضا أمام معركة تكريس الثقة والحفاظ على ذاكرة قضائية غنية بناها جيل من الرواد، ومسؤولية تجديد هذا الرصيد وإغنائه.

والأكيد أنها إلتزامات كُبرى لن يتأتى بُلوغها إلا بسعيكم الحثيث إلى تطوير قُدُراتكم ومهاراتكم في خصم متغيرات متسارعة تُطالبنا بمواكبتها في كل لحظة وحين.

وفي هذا السياق ومن موقعنا بالمجلس الأعلى للسلطة القضائية، سنبقى في تواصل تام معكم حريصين على تتبع مساراتكم، ودعم جُهُودكم وتقييم أعمالكم، وتوفير المُناخ الملائم لكم، حتى تُؤدوا رسالتكم في أحسن الظروف والإمكانات.

فكونوا حريصين، السيدات والسادة الأفاضل على التفاعل الإيجابي مع كل أشغال وتوجيهات مجلسكم الأعلى ، وبادروا إلى بسط كل الإشكاليات التي تواجهكم، وقدموا تصوراتكم التي ترونها جديرة بالتطبيق، وساهموا في تطوير العمل القضائي بدوائركم وتوحيده في انسجام مع المبادئ الراسخة المستخلصة من قرارات محكمة النقض، وساهموا في عقد لقاءات، وندوات، وتدريبات، وورشات علمية وعملية هادفة، واحرصوا على إصدار الدلائل والنشرات والمجلات التي تُعرف بمجهوداتكم وبالمؤسسة القضائية واجتهاداتها.

واجعلوا نصب أعينكم مؤمنون على حماية الحقوق والحريات، والتطبيق العادل للقانون، والبر بالقسم والالتزام بجوهر رسالة القضاء.

وأنتم بكل يقين أهل لكل ذلك.

زميلاتي زملائي؛

أجدد لكم كل عبارات التهاني على هذا الحدث المتميز، الذي تستحقونه بكل جدارة، وأبوابنا ستكون دائما مفتوحة أمام مبادراتكم منصتة لتطلعاتكم وبرامجكم.

فكل الدعاء لكم بمزيد من التوفيق والسداد.

{قل هذه سبيلي ادعوا إلى الله على بصيرة وأنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين}. صدق الله العظيم

الحضور الكريم

قبل أن اختتم كلمتي، أريد توجيه تحية خاصة لضيوفنا الكرام من ممثلي المعهد الدنمارك لحقوق الانسان اللذين أبوا أن يشاركونا حفلنا هذا، فشكرا للأستاذة Lora BADRANE والأستاذ Philipe DNOUX

الحضور الكريم

أغتنم هذه المناسبة الجليلة لأتقدم بالتهنئة الحارة لأحد قضاتنا الأجلاء، رئيس غرفة بمحكمة النقض ورئيس قطب الشؤون الإدارية بالمجلس الأعلى للسلطة القضائية، الأستاذ الجليل محمد بنعليلو بمناسبة تعيينه من طرف جلالة الملك نصره الله وسيط للمملكة في حجم تعيينكم هو تشريف ملكي سامي لجميع قضاة المملكة ندعو الله عز وجل أن يوفقكم في مهامكم الجديدة ، ويلهمكم الصواب والقدرة على تحمل أعبائها، ومرحبا بكم كعضو جديد في المجلس الأعلى للسلطة القضائية.

سيدي الرئيس الأول الوزير إدريس الضحاك

سيدي الرئيس الأول الوزير الطيب الشرقاوي

حضوركم معنا اليوم أعطى لهذا الحفل ميزة خاصة وزاده بهجة وإشراقا وبُعدا رمزيا كبيرا سيفتخر به المسؤولون القضائيون الجدد طوال حياتهم.

فشكرا لكم على تشريفكم لنا وشكرا لكم على كل ما قدمتموه للعدالة ببلادنا، لقد تركتم لنا إرثا كبيرا وأمانة عظمى ، ومدرسة للوطنية وللعلم وللتقاليد القضائية السامية، التي يجب علينا جميعا الحفاظ عليها، وتطويرها بنفس الروح المجددة المبدعة.

واعترافا لكم بما قدمتموه لوطننا، أدعو الحضور الكريم، الوقوف معي احتراما لهذين الهرمين القضائيين الكبيرين .

السادة المسؤولون الجدد

خلال السنة المقبلة إن شاء الله سنسهر على عقد لقاء تكويني للسادة المسؤولين الجدد وسنوافيكم بالبرنامج لاحقا.

وأدعوكم للالتحاق بالمحاكم يوم الاثنين القادم في انتظار تنصيبكم في محاكمكم .

وأوصي السادة الرؤساء الأولين والسادة الوكلاء العامين خيرا بالمسؤولين الجدد وتوجيههم وإرشادهم خاصة أن أغلبهم في بداية عملهم الجديد كمسؤولين عن المحاكم المحدثة.

وفقنا الله جميعا لما فيه خير وطننا العزيز .

سيساعدك محرر ويسيويغ هتمل عبر الإنترنت في إنشاء محتوى لأي موقع ويب.

العنوان

زنقة الرياض، قطاع 16 حي الرياض، ص.ب 1789 الرباط

الهاتف
  • +212 537 73 95 40/41
  • +212 537 72 13 37
البريد الالكتروني الخاص بالأمانة العامة للمجلس

sg@cspj.ma

الهاتف الخاص بالشكايات
  • +212 537 91 93 05