تغيير نمط العرض
مفضلاتي
06 أبريل, 2019
كلمة الرئيس الأول لمحكمة النقض الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية بمناسبة توديع الأستاذ عبد العزيز بنزاكور والأستاذ ادريس اليزمي

بسم الله الرحمان الرحيم

الحمـد لله ، والصـلاة والسـلام علـى مـولانـا رسـول الله والـه وصحبـه؛

الحضور الكريم ؛

يوم 6 أبريل 2017 أي قبل سنتين تقريبا من اليوم، شهدت أسرة القضاء والعدالة حدثا تاريخيا متميزا بتفضل جلالة الملك محمد السادس أعزه الله ، بتعيين أعضاء المجلس الأعلى للسلطة القضائية، الذين تشرفوا بالمثول أمام جلالته المنيفة وأداء القسم بين يدي جلالته.

حدث مؤسسي كبير ذي أبعاد وطنية ودولية مختلفة جاء تتويجا لسلسلة من الإصلاحات التي يقودها جلالته من أجل هذا الوطن العزيز، وتنصيب تلقاه الجميع، قضاة ومهنيين وفاعلين ومواطنين، بكثير من الفخر والاعتزاز والطموح والآمال، بالنظر للقامات القضائية والقانونية والحقوقية التي نالت شرف المساهمة في التأسيس لسلطة قضائية مستقلة تكون في خدمة المتقاضين وتستجيب للإنتظارات المجتمعية الكبرى.

حدث بقدر ما رفع هامتنا عاليا فإنه طوقنا بأمانة ومسؤولية وطنية عظمى.

وهنا لا بد أن أسجل للأمانة وللتاريخ أنه إذا استطعنا مواجهة تحديات وصعوبات البداية ووفقنا في تكريس دينامية جديدة، فإن الفضل في ذلك يعود لحكمة وحنكة ووطنية كل مكونات هذا المجلس ونخص هنا بالتقدير والاعتراف الفاضلين المحترمين والأستاذين العزيزين، الأستاذ عبد العزيز بنزاكور والأستاذ ادريس اليزمي الذين نجتمع اليوم بهذه المؤسسة العتيدة لتوديعهما تكريسا لقيم الوفاء والعرفان.

منارتان قانونيتان بنفحة حقوقية كبرى من طراز ناذر رفيع، أضاءا اجتماعات ولقاءات مجلسنا طيلة هاته الفترة بنور علمهما وخبرتهما التي راكماها على امتداد سنوات طوال من العمل الوطني الأصيل بمناصب ومسؤوليات كبرى متعددة.

سنتان تقريبا قد تبدو قصيرتان بمعايير التاريخ المؤسساتي لكنهما كانتا حبلى بالقيم والتقاليد التي ساهم في تكريسها الأستاذان الجليلان بكثير من التضحية والعطاء وبكثير من الحكمة، المرونة والسلاسة .

رجلان من طينة الكبار تعجز الدقائق عن إيفاءهما بعضا من حقهما وتستعصي الكلمات عن الإحاطة بفضائلهما وشمائلهما .

كبيران ببعد نظرهما ووطنيتهما.

كبيران بتواضعهما ودماثة أخلاقهما.

 

اليوم، نحن أمام لحظة إنسانية تختلط فيها المشاعر وتتزاحم، بين فخر التقدير ووقع التوديع ، لكن ما يخفف عنا وطأة الحدث ويهونه أننا أمام شخصيتان فذتان دأبتا على العطاء دون مَنٍ أو كلل، ومدرستان في الوطنية والضمير المسؤول .

إن شهادتنا اليوم في حقهما، وإن كانت قاصرة عن وصف كل ما يختلج في نفوسنا من جزيل الشكر وعظيم الامتنان، إلا أنها تبقى عربون اعتزاز بمكانتهما بيننا مسؤولين كبار وأصدقاء أعزاء .

الأستاذ الفاضل عبد العزيز بنزاكور، الأستاذ الفاضل ادريس اليزمي الغائب عنا حسا ، الحاضر معنا قيمة ومعنى، .

لقد جسدتما فعلا وقولا أن الأهرام تبنى جنبا إلى جنب، والفضل دوما يبقى للمتقدم ومن سار على درب أصحاب الصدور تصدرا.

بسلوككما المتميز أثبتما أن المنصب لا يعطي امتيازا أو يمنح قوة وإنما يفرض المسؤولية وقد كنتما نموذجا راقيا في ذلك.

وتأكدا أنكما تركتما بصمة واضحة في تاريخ هذه المؤسسة وفي قلوبنا، وعهد علينا مواصلة المسيرة بنفس الروح المبدعة التواقة إلى التميز والخير والعطاء، بحضور خلفيكما الأستاذة العزيزة الفاضلة أمينة بوعياش والأستاذ المحترم محمد أنوار بنعليلو الذين نرحب بهما ونجدد لهما أصدق عبارات التهنئة على الثقة الملكية الغالية والتشريف المولوي السامي الذي يعتبر أكبر حافز لهما على أداء الرسالة بنفس الحكمة والعزيمة والتميز وروح الأسرة الواحدة الموحدة.

الحضور الكريم؛

لا أملك في ختام هذه الكلمة إلا أن أجدد للمحتفى بهما أصدق مشاعر التقدير والثناء، سائلا العلي القدير أن يوفقهما في مسيرتهما ويجازيهما الجزاء الأمثل الأوفى، وأن يمن بالشفاء العاجل على أخينا وصديقنا العزيز سي ادريس اليزمي حتى يعود لوطنه وأسرته الكبيرة والصغيرة سالما معافى من كل علة أو مرض ،إنه ولي ذلك والقادر عليه .

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

تساعدك أفضل أداة نظافة كس في تنظيم أوراق الأنماط. مرتبة أو ضغط التعليمات البرمجية الفوضوي.

العنوان

زنقة الرياض، قطاع 16 حي الرياض، ص.ب 1789 الرباط

الهاتف
  • +212 537 73 95 40/41
  • +212 537 72 13 37
البريد الالكتروني الخاص بالأمانة العامة للمجلس

sg@cspj.ma

الهاتف الخاص بالشكايات
  • +212 537 91 93 05